الأمم المتحدة: تسع شاحنات مساعدات إلى غزة "قطرة في محيط" والحصار يفاقم الكارثة الإنسانية

في ظل تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية تلوح في الأفق بقطاع غزة، اعتبرت الأمم المتحدة أن إدخال تسع شاحنات مساعدات إنسانية فقط إلى القطاع المحاصر لا يلبي الحد الأدنى من الاحتياجات، واصفة هذه الكمية بأنها "قطرة في محيط" المأساة المتفاقمة.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، في بيان رسمي مساء الإثنين، إن السماح الإسرائيلي بدخول تسع شاحنات إغاثة يُعد تطورًا مرحبًا به، لكنه "غير كافٍ على الإطلاق".

وأكد فليتشر ضرورة استمرار إدخال المساعدات وتوسيع نطاقها بشكل عاجل، نظرًا للأزمة المتزايدة في القطاع، الذي يرزح تحت الحصار منذ أكثر من 11 أسبوعًا.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها سمحت بإدخال شاحنات محملة بطعام للأطفال الرضع، في خطوة وصفتها بأنها تنفيذ لـ"كمية أساسية" من المساعدات، تعهد رئيس الوزراء بإيصالها لغزة.

وأوضح عيدان بار-تال، المدير العام للوزارة، خلال مؤتمر صحفي بالقدس، أن "إسرائيل تُسهل اليوم دخول شاحنات المساعدات، وسنواصل إدخال عشرات الشاحنات خلال الأيام المقبلة"، في حين أقر المتحدث باسم الوزارة بعدم وجود أرقام دقيقة حول عدد الشاحنات التي دخلت فعليًا.

وفي المقابل، شدد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، على أن نحو مليوني شخص في غزة "يتضورون جوعًا"، محذرًا من أن أطنانًا من المواد الغذائية لا تزال عالقة على الحدود، "تبعد دقائق فقط عن الجوعى، لكن لا يُسمح بدخولها"، في اتهام غير مباشر لإسرائيل بالمنع المتعمد لتدفق الإغاثة.

وتواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة، لإنهاء الحصار المشدد على القطاع منذ الثاني من مارس الماضي، خصوصًا مع تصاعد العمليات البرية داخل غزة.

وفي إطار هذه الضغوط، دعا وزراء خارجية 22 دولة، بينها فرنسا وألمانيا وكندا وأستراليا واليابان، إلى فتح "فوري وكامل" لمعابر القطاع أمام المساعدات الإنسانية، تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وجاء في بيان مشترك، صدر عن وزارة الخارجية الألمانية، أن الآلية الإسرائيلية الجديدة لتسليم المساعدات "لا يمكن دعمها" من قبل المنظمات الدولية، ما ينذر بتصعيد دبلوماسي حول آلية توزيع الإغاثة